أذكى بقليل من قنبلة

Tags

وحيداً…!! إلا من ذاته… غير متأكد على وجه التحديد إن كان قد عاش يوماً أم أن ظلٌ ما هو الذي يكتب كلماته. ربما بقايا صوت  من أصواته القديمة عندما كان على قيد الحياة. يبحث بين تفاصيل النساء عن وطن لم يعرفه يوماًَ. رغبة جارفة بالحب. ربما أيضاً بأن يرى .. أو يسمع أو يتحدث… أن يسمع صوته الخاص… كلماته الخاصة ” لحن وجوده ” كما قرأ عنه في الروايات الرومانسية والذي لم يعرفه يوماً.

أراد أن يشعر طوال ما اسطلح على تسميته وجوده. أنه قادر على أن يفهم لماذا تقترب الحياة منه بخوف فراشة برية تهرب ما أن يحاول النظر إليها. هو قادر على الشعور بخفقات أجنحتها بقوة. بارتعاشات نبضاتها أثناء الطيران. كذلك بقدرتها على الإختفاء. لذلك كان يطيل عد اللحظات – وهي لعبة احترفها منذ حين لم يعد يذكره- حتى يأتي النظر إليها كي يقبض على بضع لحظات من ذاك الحضور اللامرئي. أو ربما حتى منه هو شخصياً. ومن وجود لم يعرف أين أمضاه أو كيف أمضاه ولما…!!

ربما هو النجاح… العيش .. الإستمتاع بذلك النغم الهادئ للحياة. رؤية ابتسامة انثى تغفوا فوق أحلامه. أشياء لها علاقة بأحاسيس حاول الوصول إليها يوماً. وكجفن ناعس. كان يتهاوى لدى كل هروب … لدى كل انسحاب من الألم. من خوفه من قدرته العميقة  على التأثير بالآخرين كمرض معد لايريد وصوله لأحد.

لا شيء منطقي يحكم كيانه. فقط بضع رؤى والقليل من الصور الجامحة أحياناً. وصوت علامات موسيقية من بيانوا بعيد يرجع بعض الدفء إلى صدره. أراد أن يقبض على تلك اللحظات الهاربة بطريقة ما فكتب قصته. قصصه..حكايا كثيرة عاشها وأخرى لم يعشها..تلك  التي لم تخلق أو توجد بعد.والتي ربما كانت في يوم ما…  ارتعاشات أصابعه المتألمة بحزن حنون ترفض المغادرة. يستحثها على النهوض عن سطح أفكاره. تتابع قرعها على مفاتيح حاسبه الشخصي. الموسيقى لاتزال تقرع بلطف. تتوقف كل بضع لحظات وتعاود تكرار ذاتها في قرارة واقع كأنه حلم.

يتسائل إن كان سيستيقظ يوماً ليعيش الحياة بقليل من اللطف.. والحب… أو الكياسة بعيداً عن كل وساخات العالم وبالوعاته الطافحة بالضياع والقلق. لا شأن له سوى القبض على أيقاع اللحظة التالية. ومن نقرة لحن إلى أخرى. ومن خيبة أصبع كاتبة إلى آخر. ينطوي معنى لا يستطيع أدراكه ضبابي وأسود. كما الغيم على قمة جبل يحاول القبض على استدارة الشمس فوق الغيم في اللحظات الأخيرة قبل ضياعها. استدارة ذكرته بامرأة بحث عنها طوال ثلاتة وستين عاماً دون أن يستطيع أن يعثر عليها.

لم يبقى له الكثير. أراد للأمل أن يزوره ثانية في مستشفاه العزيز للأمراض العقلية التي يقبع فيه منذ ستة وثلاثين عاماً. أراد أن يسمع صوته يرن في سماعة الهاتف. أن تأتيه ممرضة فاتنه تطلب منه بابتسامتها الساحرة أن يجيب على المكالمة في الغرفة المجاورة.

كي يهرع ساحباَ حلمه بعد أن أرتداه على عجل مجرجراً أطرافه من خلفه  يحاول أن يستدرك الوقت الضائع  ليلتقط السماعة مقرباً ثغرها البلاستيكي من إذنه واضعاً أياه بجنسانية واضحة على طرف الأذن الأسفل.

–          ألو…. من هناك…؟

–          أشتهيتك فقررت مكالمتك… هل انتظرتني…؟

–          كل يوم…َ!! ( صمت )

–          يحاول تدارك ذاكرته… يتصنع صوته الإبتسام… سعيد بك. أخيراً تذكرتني.

–          لم أنسك في أي لحظة كي أتذكرك من لحظات قدري المسمى بك.

–          هل غادرتي البلد مع أهلك… أم بقيتي هناك معه وأطفالك.

–          غادرتها لكنك وأياها لم تغادروني… أشعر بالبرد…!! هل لازلت معي…؟

 

تقع سماعة الهاتف على الأرض بغضب من شعرت بخيانتها بعد أن احتملت قذارة مداعبة أذنه المبتلة بالعرق … فيسمع صوت ارتطامها إلى جانب جمجمته على الأرض… أصبح منذ بعض الوقت يسمع دقات قلبه بوضوح كالفراشة التي كانت تختفي كلما حاول التقاطها بعينيه.

هو يعرف بيقين لا يدرك سببه.. أن مد وجزر الوهم على نافذة الخوف يهلك السفينة. يعرف بحدس مفجر للأحداث والحكايا أنه قادر على أن يهلك استعارات اللغة. ويدمي يد لم تلامس في كل أنوثة الحياة سوى صوت المدافع.

تتلاطم الأقدام من حوله وتتهاوى الأجساد كحلم محمر في ضباب صباح لندني حميم كان قد زاره في يوماً من الأيام في أحد أحلام اليقظة بعد مشاهدة فيلم لحبيبته المتخيلة شارل ثيرون.  ابتسامته زارتها الدماء بعد أن خرجت من شقوق البلاط الوسخ إثر سقوطه المدوي بعد الإنفجار. ولأول مرة في وجوده المزعوم. باتت الحياة تبدوا حقيقية ومنطقية بالنسبة إليه إذ زارتك قذيفة في مصح للأمراض العقلية أسمه الواقع. يضحك قلبك كداعر مجنون… يالله ما أشد ما ضحك قلبه يومها… حتى هو استطاع أخيراً أن يشاركه رقصة الحياة المختصرة بفعل الحرب تحت شتاء الرماد المتناثر من حوله… كانت الحياة تمطر موتاً جميلاً لم يعرفه من قبل…لكنه شعر أنها المرة الأولى .. التي سيجرب بها لذة الحياة… وهو على قيد الممات…!! 

  

بيروت – لبنان

الأحد: 27-4-2014م

 

Image

Link

جريدة مكاتب دمشق الإلكترونية / الفنانون التشكيليّون يتطلعون إلى مزيد من الرعاية بقلم جان بلند

جريدة مكاتب دمشق الإلكترونية / الفنانون التشكيليّون يتطلعون إلى مزيد من الرعاية بقلم جان بلند

“لا خوف من تقليص مساحة الحرية، فقد وجد الفنانون في كل أدوار التاريخ أساليبهم للإنعتاق من إملاء الممولين،” يضيف جمول.

ويبقى رهان جمول على دور هيئات وطنية فاعلة في حماية استقلالية الإبداع الفني: “ثقافات الشعوب لا تؤسر أو تجّير في حال وجود حماة من المبدعين على رأس المؤسسات الوطنية.”

Link

جريدة مكاتب دمشق الإلكترونية / العنف يفرض نفسه على الفن التشكيلي بقلم جان بلند

جريدة مكاتب دمشق الإلكترونية / العنف يفرض نفسه على الفن التشكيلي بقلم جان بلند

جنازير دبابات تخالونها للوهلة الأولى مساحة تزيينية مجردة، ولكنكم سرعان ما تشعرون بثقلها يعبر روحكم. تدقّقون النظر فترون قطعاً من قماش ملون قد لُصق فوق الدبابة. هل هي دعوة لتخفيف وطأة الثقل المعتم للمادة أم محاولة مرة وساخرة من كيوان لإضفاء المرح على جنازير الدبابات، كما فعل أطفال حمص عندما علقوا أرجوحة على مدفع دبابة مدمرة؟ عند النظر إلى لوحة كيوان يجد المرء عدة أجوبة تنتظر طرح السؤال المناسب.

Link

جريدة المدن الإلكترونية/ وليد المصري: تجلّي الفراغ عمر ابراهيم

جريدة المدن الإلكترونية/ وليد المصري: تجلّي الفراغ عمر ابراهيم

حساسية الفنان الغرافيكية عالية المستوى تذكّرنا بخطوط ومساحات فنّ الحفر والطباعة اليابانية مع وضوح تام لنوع جديد من البنائية التي تختزل العناصر لمصلحة الفراغ، وكأنك أمام مقولة الفنان المصري  آدم حنين: “من عمق الفراغ تتجلّى كثافة الحركة”.
وليد الشاب الدمث الذي يشبه أعماله حدّ التماهي يطلّ عليك من بين لوحات معرضه شفافاً هادئاً مختزلاً بحديثه الهادئ والمتزن ولكن بقلق فنان يمتلك هاجساً لتقديم ما هو جاد وحقيقي بعيداً عن زيف الواقع وتعقيداته، وبنصّ بصري يحمل الكثير من البساطة العميقة ولا يخلو من الفرادة والتميز.

Link

جريدة المدن الإلكترونية/ وليد المصري: تجلّي الفراغ عمر ابراهيم

جريدة المدن الإلكترونية/ وليد المصري: تجلّي الفراغ عمر ابراهيم

حساسية الفنان الغرافيكية عالية المستوى تذكّرنا بخطوط ومساحات فنّ الحفر والطباعة اليابانية مع وضوح تام لنوع جديد من البنائية التي تختزل العناصر لمصلحة الفراغ، وكأنك أمام مقولة الفنان المصري  آدم حنين: “من عمق الفراغ تتجلّى كثافة الحركة”.
وليد الشاب الدمث الذي يشبه أعماله حدّ التماهي يطلّ عليك من بين لوحات معرضه شفافاً هادئاً مختزلاً بحديثه الهادئ والمتزن ولكن بقلق فنان يمتلك هاجساً لتقديم ما هو جاد وحقيقي بعيداً عن زيف الواقع وتعقيداته، وبنصّ بصري يحمل الكثير من البساطة العميقة ولا يخلو من الفرادة والتميز.

Link

جريدة المدن الإلكترونية/ ياغي يازجي … صخب الذاكرة عمر ابراهيم

جريدة المدن الإلكترونية/ ياغي يازجي … صخب الذاكرة عمر ابراهيم

صالونات حلاقة، دراجات نارية، سيارات وشاحنات نقل كلاسيكية، دمى وألعاب في غرف قديمة أو حديثة، موشّحة بألوان قوية وصريحة، كاميرات تصوير بلون كروم (اللون الأحادي مع تدرّجاته) ضمن فراغ حالم بالأزرق الكوبالتي، قاطرات نقل وقطارات بخارية بألوان حادة تفرض نفسها بقوة على سطح اللوحة، غرفة فارغة لشاب ما ومقطع من مصنع قديم، وأشياء أخرى بالأبيض والأسود. 

Link

محمد عباس: ( هل تعرفني…) بقلم عمر ابراهيم

محمد عباس: ( هل تعرفني…) بقلم عمر ابراهيم

من ضمن تلك المجموعة من الرماديات في العمل، تبقى المساحة الملونة منه هي الجزء الوحيد الباعثة للأمل، للنور وللتحرر.
أسأل محمد: “هل يحق للفنان أن يكون متشائماً في عالم يطالبه بتصوير الجميل بحكم مورثنا الثقافي حول رسالة الفن الجمالية؟”. ” نعم”، يجيب الفنان عباس. “بما أن الفن هو أبعد من الرؤية الجمالية حين يحمل رسالة تعبيرية ووجودية وتسجيلاً في بعض الأحيان للحظة درامية ملتزمة بتاريخ الإنسان وعناصر وجوده”.